في الذكرى السنوية لاستشهاد الخالد ياسر عرفات صاحب المعالي والهمم المتوشح على الدوام بالكوفية والعلم والعاشق لصعود الجبال وأعالي القمم ، والعازف لحن الثورة ليسريه نبضاً جارياً في عروف الثوار رغم الجراح والألم ، ليكون اللقاء معطراً بحتمية النصر على أرض المعركة بشَدْو العطر الفواح الممتزج بالدم الوطني نشيداً ونغم من أجل الحرية والوطن.
ياسر عرفات ... القلم يعجز والنفوس والهمم على كتابة الرثاء ،لأنك عنوان الحي فينا ورمز البقاء وصدق الوفاء في رحاب الانتماء مهما تغيرت وتقلبت الأيام ، فأنت الحي فينا على الدوام ، والكائن الثابت فينا ما حيينا ، لأن اختيارك طواعية في واحة العشق الأبدي سراً وعلانية ، ولأن حبك حكاية العاشق المحكية في كل ليلة وساعة زمنية ، فأنت المتيم عشقاً وروح الهوى في تفاصيل الحكاية الوطنية المنتظرة توأم الروح المغرد ثورةً وحرية في ساحة الوغى واللقاء لاحتضان الأرض والهوية.
ياسر عرفات ملح الأرض الذي يسري شوقاً في ثنايا عروق كل شبر وكل متر من الأرض المحتلة فلسطين ، لأنه الامتداد المعنوي لثمار الزعتر والزيتون وزهر البرتقال وأريج الحَبَق وزهر الحنون المتجذر شموخاً في أعالي جبال الكرمل ومرج بن عامر لتكحل به النواظر والعيون وتُسَر به الخواطر وتُفرح القلب المحزون.
ياسر عرفات ... رحيق الشهد من المهد إلى اللحد المعطر بصفحات الخلود والمجد وصدق الوعد والعهد لله وللوطن والشعب الذي ما زال منتظراً حلم الدولة بصبر الأنبياء مع نبضات القلب في كل مخيم و زقاق ودرب ،لأن ياسر عرفات المحصلة الوطنية النهائية التي لا تقبل القسمة أو الطرح أو الجمع أو الضرب ، لأنه أسطورة رجل السلام والحرب.
ياسر عرفات ... سنابل الذكريات وروح الحكايات المسافرة عشقاً مع صهيل الروح لقادم الزمان والمكان ، لأنه السنابل التي تروي ظمأ الذاكرة الوطنية والانسانية ربيعاً قادماً مع الأيام، من أجل احتضان الذكريات لكافة الحكايات المعتقة والحالمة بالأمل والتطلعات الجميلات القادمات، في رحاب الغد المعطر بالذكريات الخالدة لياسر عرفات ، وإلى روح الخالد فينا ما حيينا طيب الله ذكراه ومثواه وردة وسلام.